في عصرنا الحديث، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزّأ من حياتنا اليوميّة. فهو أداة قويّة تتيح لنا الوصول إلى المعلومات، والتّواصل مع الآخرين، والتّعلّم، والتّرفيه. ولكن مع هذه الفوائد، تبرز أيضًا تحدّيات عدّة، خاصّة عندما يتعلّق الأمر بأبنائنا، الذين قد يواجهون مخاطر في بيئة الإنترنت إذا لم يتم توجيههم بشكل صحيح.
أهمية الإنترنت في حياة أبنائنا:
- التّعلّم والبحث: يمكن للأبناء الوصول إلى مكتبات ضخمة من المحتوى التّعليميّ، الذي يساهم في تعزيز مهاراتهم الدّراسيّة.
- التّواصل الاجتماعيّ: الإنترنت يتيح للأبناء التّواصل مع أصدقائهم، وأفراد العائلة بسهولة، ممّا يعزز من مهاراتهم الاجتماعيّة.
- التّرفيه والإبداع: يقدّم الإنترنت للأبناء العديد من الألعاب التّفاعليّة، والأنشطة الإبداعيّة التي تحفّز خيالهم، وتطوّر مهاراتهم العقليّة.
التّحدّيات والمخاطر التي قد يواجهها الأبناء:
- المحتوى غير المناسب: قد يصادف الأبناء محتوى غير لائق أو مسيء، سواء أكان مرئيًّا أو مكتوبًا.
- التّهديدات الإلكترونيّة: التّعرض للتّنمر الإلكترونيّ، أو محاولات الاحتيال عبر الإنترنت يمكن أن تؤثّر سلبًا على نفسيّة الأبناء.
- الإدمان على الإنترنت: الاستخدام المفرط للإنترنت قد يؤثّر على الصّحّة العقليّة والجسديّة للأبناء، مثل تراجع التّفاعل الاجتماعيّ في الحياة الواقعيّة أو التّأثير على نومهم.
- الخصوصيّة والأمان: من الضّروريّ توعية الأبناء بأهميّة حماية خصوصيّاتهم على الإنترنت، وعدم مشاركة معلومات شخصيّة دون استشارة الأهل.
ومن الضّروريّ هنا أن نبيّن أضرار استخدام الإنترنت بكثرة:
- أضرار سمعيّة
- أضرار بصريّة
- عنف وتشتّت انتباه، وانحرافات فكريّة
- توتّر وقلق وعصبيّة
- استغلال الأبناء واستقطابهم
- العزلة الاجتماعيّة
- أضرار لغويّة؛ لفقدان الحوار والتّواصل مع الآخرين
- ضياع الأوقات
عزيزي وليّ الأمر، كيف تعرف أنَّ ابنك عنده إدمان إلكترونيّ ؟
- الشّعور المستمرّ بالإرهاق
- فقدان التّركيز، وزيادة النّسيان
- إهمال النّظافة الشّخصيّة
- فقدان الاهتمام بالأنشطة والهوايات
- عدم القدرة على حلّ المشكلات ومواجهتها؛ فيهرب إلى الشّاشة
- تدهور العلاقات الاجتماعيّة
- انخفاض المستوى الدّراسيّ
- اضطرابات في النّوم والطّعام
إذا ظهرت هذه العلامات مع استخدام للشّاشة أكثر من 38 ساعة أسبوعيّة
هنا نستطيع القول بأنّه صار مدمنًا على استخدام الشّاشة
ولهذا على أولياء الأمور معرفة المدّة المسموحة لاستخدام الإنترنت حسب الفئة العمريّة
- الأطفال أقل من سنتين: لا يستخدم الشّاشة بأشكالها كافّة؛ لأنّه من المهمّ في هذه المرحلة تنمية الجانب الاجتماعيّ (كالتّواصل البصريّ ، اللّمسيّ ، اللّغويّ) وهذا مهمّ جدًّا لتكوين الشّخصيّة عند الطفل في هذا العمر.
- أمّا الأعمار من (2-6): مسموح لهم ساعة إلى ساعتين باليوم حسب الاتّفاق.
- من عمر (6-12): الوقت المسموح من ساعتين إلى ثلاث ساعات
- بعد عمر 12 سنة: فإنّ الوقت المسموح هو ثلاث ساعات
وهنا من الضّروريّ كما حدّدنا وقتًا لاستخدام الشّاشة علينا أيضًا أن نحدّد وقت اللّعب، أي أنّ الوقت الذي ينقضي على الشّاشة مقابله وقت لعب وحركة؛ وذلك لأهميّة الجانب الحركيّ الّذي يمنع حدوث السّمنة والكسل والخمول، وأيصًا قبل النّوم بساعة أو ساعتين يجب منع الطفل من استخدام الشّاشة حتّى ترتاح عيونه قليلّا ولا تتأذّى.
إرشادات ونصائح لأولياء الأمور:
- إعداد بيئة آمنة:استخدم برامج الرّقابة الأبويّة لمراقبة الأنشطة الّتي يقوم بها الأبناء على الإنترنت، وتحديد وقت مناسب لاستخدام الإنترنت، وتجنّب الإطالة الّتي قد تؤدّي إلى الإرهاق.
- التّواصل المفتوح:تحدّث مع أبنائك بانتظام حول تجاربهم على الإنترنت. اجعلهم يشعرون بالرّاحة عند التّحدّث عن أي شيء قد يثير قلقهم.
- تعليم الأطفال قواعد الأمان:علّمهم أهمية حماية كلمات المرور، وعدم مشاركة المعلومات الشّخصيّة (مثل الاسم الكامل، العنوان، أو رقم الهاتف)،وناقش معهم مفهوم "الأصدقاء الرّقميّين" وحذّرهم من التّواصل مع الغرباء.
- استخدام الإنترنت كأداة تعليميّة:شجّع أبناءك على استكشاف مصادر تعليميّة على الإنترنت مثل: المواقع التّعليميّة، والألعاب الذّهنيّة التي تساعد على تطوير مهاراتهم.
- القيام بنشاطات مشتركة:شارك أبناءك في الأنشطة الإلكترونيّة مثل: الألعاب التّعليميّة ، أو مشاهدة محتوى تعليميّ معًا كالقصص المصوّرة وفيديوهات تعليميّة هادفة كقصص الأنبياء والعلماء والعظماء، وهذا يقوّي التّواصل والتّفاعل الأسريّ.
- تعريف الحدود:ضع حدودًا واضحة لاستخدام الإنترنت بما يتناسب مع العمر، واعمل على مراقبة التّطبيقات والمواقع التي يزورونها.
الإنترنت هو أداة ذات إمكانيّات هائلة في توفير فرص التّعلّم والتّواصل والتّرفيه. ومع ذلك، يحتاج الأبناء إلى توجيه، ورعاية مستمرّة للاستفادة من هذه الفرص بأمان من خلال التّعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، يمكننا توفير بيئة صحيّة وآمنة لاستخدام الإنترنت، ممّا يعزّز النّمو العقليّ والاجتماعيّ لأبنائنا، ولابدّ من تنمية الوازع الدّينيّ عندهم للحدّ من إساءة استخدام الإنترنت، وهذا واجبنا تجاههم كما وصّانا رسولنا الكريم في حديثه الشّريف :عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه).
قسم الإرشاد التربوي - مدارس الرضوان