الوصمة الاجتماعية الناجمة عن الإصابة بفايروس كورونا والوقاية منها

تعريف الوصم الاجتماعيّ:

هو إلقاء اللّوم على مجموعات معينة من الناس وتوجيه الإهانة إليهم بسبب فيروس كورونا.

كيف تتأثر المجموعات التي تتعرض للوصم الاجتماعي بسبب فيروس كورونا؟

عند وصم مجموعة معينة، قد يشعر أفرادها بالعزلة أو بأنّ المجتمع قد نبذهم، وقد يشعر أفراد المجموعة بالاكتئاب والأذى النّفسيّ والغضب عندما يتجنبهم الأصدقاء وغيرهم من أفراد مجتمعهم خوفًا من الإصابة بكوفيد 19.

الفئات الاجتماعيّة التي تتعرّض للوصم الاجتماعيّ في ظل إنتشار كوفيد 19

- الأشخاص المصابون بالفيروس وعائلاتهم وأصدقاؤهم.

- الأشخاص الذين أنهوا فترة الحجر الصّحّي.

- الأشخاص العائدون من السّفر.

- العاملون في مجال الرّعاية الصّحيّة وطواقم الطّوارئ.

 

ما الّذي يحدث للفئات الّتي تتعرّض للوصم الاجتماعيّ بسبب فيروس كورونا؟

 - يتعرّضون للاستبعاد أو النّبذ في المواقف الاجتماعيّة.

- قد يحرمون من فرص العمل والتّعليم.

- التّنمّر على الحالات المكتشفة وعائلاتهم وتعرضهم لإساءات لفظيّة وعاطفيّة وجسديّة.

- تجنّب التّواصل مع من يخرج من الحجر الصّحي وأهله أو التّعامل معهم، وتجنّب من يشفى من المرض.

- نتيجة هذه الوصمة قد يضطّر النّاس للتّكتّم عن الحالات المصابة، أو حتّى إنكار إصابتهم بالمرض ووجودهم بالمستشفى.

للحد من هذه الوصمة الاجتماعيّة هنالك عدّة رسائل:

- إنّ الحجر الصّحيّ أمر مقبول وإيجابيّ ومطلب اجتماعيّ.

- إنّ الاصابة بالفيروس أمر وارد ولا يقلّل من قيمة الفرد داخل مجتمعه.

- إنّ المسؤوليّة تقع على عاتق جميع أفراد المجتمع فيما يتعلق بالحجر الصّحي والوقاية من الاصابة، والتّعامل مع المصابين وعدم وصمهم.

- استخدام مصطلحات مقبولة اجتماعيًّا فيما يتعلّق بالمصابين، كاستخدام (النّاس الّذين يعالجون أو النّاس الّذين يتعافون من كوفيد 19 بدلاً من الحالات المشتبه بها، الحديث عن النّاس "المكتسبة" لكوفيد 19 بدلاً من المصاب أو ناشر الفيروس ).

- إبراز القصص والصّور من الأشخاص المتعافين الّذين تمّ علاجهم من فيروس كوفيد 19، أو أولئك الأشخاص الّذين يقومون بدعم أحبائهم في مرحلة العلاج، وذلك من أجل إزالة الغموض عن العلاج والتّأكيد على أنّه يمكن العلاج من فيروس كورونا المستجد.

 

إنّ استخدام  أسلوب التّهكّم أو السّخرية أو المصطلحات الّتي تجرّم أو تجرّد الأشخاص من إنسانيتها ( كالنّكات أو نبذ المتعالجين) يخلق الانطباع بأنّ المصابين بالمرض قد قاموا بطريقة أو بأخرى بعمل خاطئ أو هم أقل إنسانيّة من بقيتنا، مّما يغذّي الوصمة الاجتماعيّة، والتّردد على نطاق أوسع في التماس العلاج أو القيام بالفحوصات والحجر الصّحيّ، وقد يسهم ذلك في احتمال انتشار الفيروس، وليس في تقليله بالواقع.

ومن واجبنا أن نتوكّل على الله حقَّ التّوكل، ونؤكد إيماننا بالقضاء والقدر، قال تعالى: {قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} سورة التّوبة الآية 51، وإنّ المسلم لا يعلم ما قدَّره اللهُ عزَّ وجلَّ إلا بعد وقوعه، فالقدرُ من الأمور الغيبيّة، والمسلمُ مأمورٌ أن يأخذ بالأسباب، والأخذُ بالأسباب لا ينافي القدر، بل هو من قدر الله عزّ وجلّ، فمن تمام التّوكل على الله عزَّ وجلَّ في مواجهة “فيروس كورونا” الأخذ بأسباب الوقاية.

وفي النهاية يقع على عاتق كلّ واحد منّا دور يلعبه في منع التّمييز من خلال اللّطف في المعاملة، والجهر برأيه المعادي للصّور النمطيّة السّلبيّة، ومعرفة المزيد عن الصّحّة العقليّة ، ومشاركة الخبرات الفرديّة للحصول على الدّعم المطلوب.

 

المرشدون التربويون في مدارس الرضوان