تعدّ المراهقة من أدقّ المراحل التي يمرّ بها الفرد وأهمّها، وذلك لأنّها المرحلة الّتي يتحّول فيها الفرد من طفل إلى طور النّضوج، إلى جانب ما يصاحبها من تغيّرات بيولوجيّة وسيكولوجيّة وانفعاليّة، لها مطالب وحاجات، ويحاول المراهق تحقيقها وإشباعها، وهنا يأتي دور الوالدين لتفهّم ما يمرّ به المراهق من تغيّرات، ولذا نرفق لكم بعض الأمور التي يجب أن تعرفها كوليّ أمرعن المراهقة:
المراهقة هي مرحلة انتقاليّة وحلقة وصل بين الطّفولة والرّشد، هي مرحلة نمّو جسميّ وعقليّ ونفسيّ واجتماعيّ متلاحقة ومتسارعة، أمّا المراهقة في اللغة العربية ترجع إلى الفعل "رهق" والذي يعني دنا واقترب، أمّا المراهقة في علم النفس فتعني التدرّج والاقتراب من النّضج الجسميّ والعقليّ والنفسيّ والاجتماعيّ.
ولكن ما الفرق بين البلوغ والنّضج؟
وهو نضوج الغدد الجنسيّة واكتساب معلم جنسّية جديدة، تصحبه تغيذرات خارجيّة وداخليّة في جسم المراهق ونفسه ويقتصر النّمو على النّاحية الجنسيّة.
أمّا النّضج فهي مرحلة وسطى بين سنّ الطّفولة والرّشد وهي مرحلة انتقالية ينتقل فيها المراهق وهو طفل- غير ناضج جسميًّا وانفعاليًّا واجتماعيًّا- إلى إنسان يتدّرج نحو النّضج الكامل ومحاولة الاستقلال والاعتماد على الذّات وإثباتها. كما انّ بلوغ المراهق جسديّاً لايعني بلوغ مرحلة النّضج العقليّ والنفسيّ والانفعاليّ.
كما اهتّم الإسلام بالصّحة النّفسيّة والرّوحيّة والذّهنيّة، واعتبر أن من أهم مقوماتها التّعاون والتّراحم والتّكافل وغيرها من الأمور التي تجعل المجتمع الإسلامي مجتمعاً قوياً في مجموعه وأفراده، وفي قصص القرآن الكريم ما يوجّه إلى مراهقة منضبطة تمام الانضباط مع وحي الله _عز وجل في وصية لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه قال: "يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ" (لقمان: من الآية13) ".
كما اعتبر الإسلام أن أحد أهم المعالم التي تهدى إلى الانضباط في مرحلة المراهقة:" التّعاون والتّراحم والتّكافل؛ لأنّه يجعل الفرد في خدمة المجتمع، ويجعل المجتمع في خدمة الفرد، و الدّليل على ذلك ما رواه أحمد في مسنده عن النّعمان بن بشير _رضي الله عنه_ عن رسول الله _صلّى الله عليه وسلم_ أنّه قال:" مثل المؤمن كمثل الجسد إذا اشتكى الرّجل رأسه تداعى له سائر جسده""
وأخيراً فإنّ المراهقة مثلها مثل جميع المراحل التّي يمرّ بها الإنسان والّذي يجب أن يتم التعامل معها بحكمة وصبر ولا ننسى أنّ المراهق يحتاج إلى من يتفهّم حالته النفسيّة ويراعي احتياجات نموّه ولذا فهو بحاجة إلى أب صديق ناضج يجيب عن تساؤلاته بتفهم وتعقّل إلى صديق ينصت إليه حتّى النّهاية دون مقاطعة سخرية أو تشكيك.
قسم الإرشاد التّربوي – مدارس الرّضوان