يا باغي الخير هلم

   الحمد لله حمدًا يليق بجلال الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد؛

   فقد روى البخاري في الصحيح، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ).

   ولْيكن لشهر رمضان من هذا العام همّة تعلو، وروح تسمو، وقلب لربه يُخبت.

   سطّرْتُ لك ثمانية أمور – بعدد أبواب الجنة – مستنبطة من القرآن المجيد والسنة الصحيحة؛ فَهْمُها، والغوصُ في بحار معانيها، والعملُ بها؛ يُعين على حُسن العبادة في هذا الشهر المبارك:

   الأول: تحقيق التقوى. شُرع الصيام لهذا الهدف المعظّم، قال جلّ ذكره: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون}.

   الثاني: صيام القلب. قال بعض السلف: [أهون الصيام ترك الطعام والشراب]، فالمقصودُ صيام القلب عن كل ما يغضب الله الكبير المتعال. كلنا يصوم! بيْدَ أن الذي يُغفر له ما تقدم من ذنبه، من صام إيمانًا بقلبه مع صدق العمل، واحتسابًا للأجر من الربّ الأكرم، لا سواه.

   الثالث: تدبُّر القرآن. إذ إنه في رمضان نزل، وفي أيامه كان جبريل عليه السلام يدارس نبينا محمدًا صلوات ربي وسلامه عليه الكتاب العزيز. فلنَقْتدِ بهداه.

   الرابع: خلوة رمضان. تُعِدُّكَ للولوج في الشهر عظيمَ القوة. وتذكّر؛ فقد واعد الله جل اسمه كليمَه موسى عليه السلام أربعين ليلة! فهل دار في ذهنك لماذا؟ قال العلامة السعدي رحمه الله: "ليستعدّ موسى، ويتهيأ لوعد الله". ومن عَرف الآمر، تفانى في تطبيق الأوامر.

   الخامس: إقامة الصلاة. اعلم أن أول صفة وُصف بها المؤمنون المفلحون {الذين هم في صلاتهم خاشعون}. فاحرص على لبِّ الصلاة وروحِها؛ خشوعِها.

   السادس: الذكر والدعاء. يكفيك شرفًا وعزًّا أنك إذا ذكرت الله ذكرك {فاذكروني أذكركم}. ولا تنس أن الدعاء هو العبادة، فمن وقف بباب من يقول: {إني قريب أجيب} لا يخيب!

   السابع: اضبُط لسانك، واعدُد كلامك. إيّاك واللغو؛ فلا حكمة فيه، ولا فائدة تقتضيه. قال الصحابيّ الجليل معاذ بن جبل – إمام العلماء – رضي الله عنه: (يَا نَبِيَّ اللَّهِ! وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ، إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟». رواه ابن ماجة في السنن بسند صحيح.

   الثامن: جُدْ بالخير. فمن شغلته نفسه بالطاعات، لم يقترب من حِمى المنكرات.

تصدّق بالمال والخُلق وبَذْل العلم... .

فَطِّرِ الصائم.

ألِنِ الكلام.

أطعمِ الطعام.

تعاهدِ الوالدين والأقربين بالبرّ والصلة.

بقلم معلم التربية الإسلامية في مدارس الرضوان / عضو رابطة علماء الأردن

 د. عمر حيدر